الدبلوماسية الوقائية بين النظرية والتطبيق

المؤلفون

  • د.نبيل غالب الزعيتري Hodeidah University image/svg+xml مؤلف

DOI:

https://doi.org/10.58963/qausrj.v1i23.132

الكلمات المفتاحية:

معيارالمراجعة الدولي ، أدلة المراجعة ، المحاسبة الإبداعية ، معيار المراجعة الدولي500 ، القوائم المالية

الملخص

لقد انشأت منظمة الأمم المتحدة لغرض تحقيق أهداف سامية لخدمة البشرية جمعا، فتأسيسها جاء عقب النتائج السلبية التي خلفتها الحرب العالمية الثانية، كأساس لتجاوز محنة الحروب والنزاعات المسلحة عن طريق تعزيز القدرة على حفظ السلم والأمن الدوليين.

إن الهدف الأساسي التي تسعى الأمم المتحدة إلى تحقيقه هو تجاوز الفوضى الدولية، وإرساء الهياكل الأساسية للحد من النزاعات الدولية. لذلك تكمن أهمية الأمم المتحدة في الدور الذي تؤديه، وفي وسيلة تحركها الرئيسية الدبلوماسية الوقائية لتأمين السلم العالمي. فهي المنبر الجامع لدول العالم، والملاذ لمعالجة الأزمات، فالعالم اليوم في حاجة ماسة جداً إلى الحوار والتفاوض، ولاسيما بعد التطورات التي حدثت في عصر التقارب والعولمة.

فالعمل على الوقاية- المنع الوقائي- من الصراعات، حتماً سيؤدي إلى تفادي مخاطر وكوارث كبرى، قد تكلف كثيراً على الصعيد الإنساني والاقتصادي والعسكري، وتشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين، وجهود تسوية الصراعات

ـ النزاعات- العنيفة بعد حدوثها تكون أصعب وأكثر كلفة من جهود الوقاية منها([1]).

فالمنع الوقائي للصراعات يشكل وضعاً حاسماُ لتحقيق الامن الدولي .

    حيث يؤمن أنصار الدبلوماسية الوقائية بسهولة حل النزاعات قبل اندلاع شرارتها، وصعوبة حلها حينما تندلع، فالدبلوماسية الوقائية هي الوسيلة الوحيدة لتجنب الآلام ولمنع المعاناة الناتجين عن النزاعات العنيفة، والمأزق الذي يتبع ذلك، كما تهتم الدبلوماسية الوقائية بالإنذار المبكر للكشف عن الأوضاع التي تؤدي إلى النزاعات العنيفة([2]).

 

فإذا كانت الدبلوماسية الوقائية تعني احتواء الأزمات قبل استفحالها وتحولها إلى حروب ونزاعات دولية يصعب التكهن بها، وحيث أثبتت - الدبلوماسية الوقائية- في أكثر من أزمة جدواها والنتائج التي توصلت إليها من خلال تسوية النزاعات إلا أن الإشكالية تكمن في بعض الأزمات والتطبيقات الدولية للدبلوماسية الوقائية، والتي كان يمكن التوصل فيها إلى حلول قبل اندلاع النزاعات المسلحة، وتجنب الخسائر المادية والبشرية التي آلت إليها، لو أن القوى الفاعلة في المجتمع الدولي والأمم المتحدة قد تحركوا في الوقت المناسب، عند ظهور المؤشرات والإنذار المبكر لاحتمال اندلاع نزاع مسلح.

إن أهمية البحث تكمن في المساهمة ولو بالشكل اليسير في نشر ثقافة المنع الوقائي للصراعات، فالدبلوماسية الوقائية تُعد واحدة من أهم آليات الأمم المتحدة التي تستخدمها لخفض مستوى التوتر في العلاقات الدولية، وللتسوية السلمية للنزاعات الدولية التي تُشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين، لذا فإن الأساس القانوني للدبلوماسية الوقائية يستند في الأصل لميثاق الأمم المتحدة، وللدور الهام والمميز المناط بالأمين العام لها في قيادة وتوجيه الدبلوماسية الوقائية، وتحقيق النتائج الإيجابية لما فيه خير الإنسانية واستتباب واستقرار السلم والأمن الدوليين.

الهدف من البحث هو إبراز جدوى الدبلوماسية الوقائية، وفاعليتها في احتواء الأزمات وتفادي النزاعات الدولية، وكذا إعطاء تحليل لبعض تطبيقاتها

ـ الدبلوماسية الوقائية-، وكيفية استخدامها في كل من حرب الخليج الأولى، والحرب في رواندا، بغض النظر عن الإخفاقات التي رافقت احتواء البعض الأخر من الأزمات، ولدراسة موضوع الدبلوماسية الوقائية بين النظرية والتطبيق، سيتم استخدام المنهج الوصفي التحليلي نظراً لملاءمته لطبيعة هذا البحث، بهدف التوصل إلى استنتاجات علمية موضوعية. وعليه ارتأينا تقسيم الدراسة إلى مبحثين اثنين:

المبحث الأول: ماهية الدبلوماسية الوقائية.

المبحث الثاني: الدبلوماسية الوقائية بعد نهاية الحرب البادرة.

 

[1]) د/ سامي إبراهيم الخزندار: المنع الوقائي للصراعات الأهلية والدولية، المجلة العربية للعلوم السياسية، بيروت، الجمعية العربية للعلوم السياسية، العدد 32 / 2011م، صـ27.

[2] ) شكراني الحسين: المادة (99) من ميثاق الأمم المتحدة "الأمين العام والبعد البيئي"، المجلة العربية للعلوم السياسية، بيروت، الجمعية العربية للعلوم السياسية، العدد 26/2010م، ص 192.

المقاييس

يتم تحميل المقاييس...

التنزيلات

تنزيل البيانات ليس متاحًا بعد.

المراجع

- د/ سامي إبراهيم الخزندار: المنع الوقائي للصراعات الأهلية والدولية، المجلة العربية للعلوم السياسية، بيروت، الجمعية العربية للعلوم السياسية، العدد 32 / 2011م، صـ27.

- شكراني الحسين: المادة (99) من ميثاق الأمم المتحدة "الأمين العام والبعد البيئي"، المجلة العربية للعلوم السياسية، بيروت، الجمعية العربية للعلوم السياسية، العدد 26/2010م، ص 192.

- بطرس بطرس غالي، مصري الجنسية، سادس أمين عام للأمم المتحدة، تولى منصبه في 1/1992م، وحتى 12/1997م، - ولاية واحدة-، جدير بالذكر أنه أولى الدبلوماسية الوقائية جل اهتمامه وجعلها محوراً لنشاطه أثناء توليه الأمانة العامة للأمم المتحدة، حتى أضحت تقترن بأسمه.

- داغ همرشولد، سويدي الجنسية، ثاني أمين عام للأمم المتحدة، تولى منصبه في 10-4-1953م، وحتى 9/1961م، توفي إثر تحطم طائرة في افريقيا خلال تأديته لمهمة سلام في المنطقة.

- د/ مجد هاشم الهاشمي: العولمة الدبلوماسية والنظام العالمي الجديد، عمَّان، دار أسامة للنشـر، الطبعة الأولى، 2003م، ص 123-124.

- تبدوا الامم المتحدة اكثر تحبيذاً لتسوية المنازعات الدولية أو على الاقل تهدئتها,بالجوء الى التسوية السلمية عن طريق الوسائل السياسية والدبلوماسية,عوضاً عن القرارت القضائية.

- د/ محمد الأخضر كرام: الدبلوماسية الوقائية بين نصوص الميثاق وأجندة السلام، المجلة العربية للعلوم السياسية، بيروت، الجمعية العربية للعلوم السياسية، العدد 14/2007م، ص 125-126.

- د/ عبد اللطيف عبد الحميد: الدبلوماسية الوقائية وإدارة الأزمات، مجلة أبحاث سياسية، صنعاء، الدائرة العامة للتخطيط والبحوث "وزارة الخارجية اليمنية"، العدد (3)، السنة الأولى 3/1999م، ص 18-19، ص 26.

- المادة (99) الفصل الخامس عشر من ميثاق الأمم المتحدة.

- لقد جاءت "خطة السلام" لسد الثغرات التي كانت موجودة في الميثاق بشأن حفظ السلم والأمن الدوليين من خلال نمط من الدبلوماسية الوقائية، يختلف عن وسائل التسوية السلمية للنزاعات الدولية في أهدافها وآليات عملها، وللمزيد انظر: تقرير الأمين العام الأسبق "بطرس غالي"، المقدم إلى مجلس الأمن الدولي في 7/1992م، وثيقة الأمم المتحدة رقم (277/47/a).

- للمزيد انظر , تقرير الامين العام الاسبق للأمم المتحده "بيريز دي كويلار" لعام 1982م.

- في سياق التحضير لميثاق الامم المتحدة,تم رفض اقتراحين، الاول تقدمت به "الاورغواي" ومفاده توسيع مضمون المادة(99) ليشمل كل قضية تخرق مبادئ الميثاق, اما الثاني, فتقدمت به"فنزويلا" طالبت فيه بحق الامين العام في اثارة انتباه مجلس الامن او الجمعية العامة الى كل قضية تهدد الامن والسلم الدوليين ,وللمزيد انظر,شكراني الحسين:المرجع السابق,ص182ـ184.

- د/ حسن نافعة: الأمم المتحدة في نصف قرن، عالم المعرفة، الكويت، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، العدد (202)، 10/1995م، ص 273، 289-290.

- يمكن ايجاز عمليات حفظ السلم في المرحلة الانتقالية على النحو التالي:

- بعثة الامم المتحدة للمساعي الحميدة بين باكستان وافغانستان UNGOMAP.

- مجموعة الامم المتحدة للمراقبة العسكرية بين العراق وايران UNIIMOG.

- ج- بعثة الامم المتحدة الاولى لتقصي الحقائق في انغولا UNAVEMI.

- د- مجموعة الامم المتحدة لدعم الانتقالي في ناميبياUNTAG.

- هـ- مجموعة مراقبي الامم المتحدة في امريكا الوسطىONUCA.

- كانت الامانة العامة للامم المتحدة وبعض الدول الاعضاء في مجلس الامن في عام1994م ,على علم بمخططات الحكومة الرواندية لتنفيذ ابادة جماعية ,ومع ذلك رفض مجلس الامن اتخاذ التدابير اللازمة, الامر الذي يعد اخفاقاً للارادة الدولية.للمزيد انظر,د/محمد الاخضر كرام ,المرجع السابق,ص136ـ137.

- للمزيد انظر: تقرير الأمين العام الأسبق "بطرس غالي" ملحق خطة السلام. يناير/ 1995.

- د/ وليم نصار: القانون الدولي واللجوء إلى التحكيم، المجلة العربية للعلوم السياسية، بيروت، الجمعية العربية للعلوم السياسية، العدد 18/2008م، ص 93-94.

- اتفاقية "Jay" وُقِّعَتْ عام 1794م، بين الولايات المتحدة وانجلترا، وتُعد فاتحة تحسين العلاقات بينهما، لحل خلافاتهما حول تصفية الاستعمار.

- هذا النزاع كان بين الولايات وانجلترا، أثناء حرب الانفصال (شمال وجنوب الولايات المتحدة) فقد اتهمت الولايات المتحدة انجلترا بخرق قواعد الحياد، لكونها تقدم المساعدة سراً لولايات الجنوب الثائرة على الشمال، وسمحت ببناء السفن وتموينها في الموانئ الانجليزية، ثم استعمالها بعد ذلك ضد ولايات الشمال، وكانت "الألباما" إحدى السفن التي تم بناؤها وتجهيزها في "ليفربول" ثم قامت بإغراق عدد من سفن الشمال في عام 1871م.

- للمزيد انظر, د/ محسن الشيشكلي: الوسيط في القانون الدولي العام، الجزء الأول، الكتاب الأول، طرابلس، منشورات الجامعة الليبية، 1973م، ص 409-419.

- كانت اخر قضية نظرتها هذه المحكمة , هي قضية بحر الصين الجنوبي , بشان النزاع بين الصين والفلبين ,حيث صدر حكمها في 12 /7/2016م.

- المادة (2) من البروتوكول الاختياري المتعلق بالتسوية الإلزامية للمنازعات الإقليمية.

- د/ علي عبد القوي الغفاري: الدبلوماسية القديمة والمعاصرة، دمشق، الأوائل للنشـر والتوزيع، الطبعة الأولى، 2002م، ص 129.

- د/ نبيل غالب الزعيتري: القانون الدولي العام، صنعاء، مكتبة التفوق، الطبعة الرابعة، 2014م، ص215-216.

التنزيلات

منشور

31-12-2019

كيفية الاقتباس

الزعيتري د. . غ. (2019). الدبلوماسية الوقائية بين النظرية والتطبيق. مجلة جامعة الملكة أروى, 23(23), 20. https://doi.org/10.58963/qausrj.v1i23.132

Plaudit

المؤلفات المشابهة

31-40 من 48

يمكنك أيضاً إبدأ بحثاً متقدماً عن المشابهات لهذا المؤلَّف.