مجلد 23 عدد 23 (2019): المجلة العلمية المحكمة العدد: 23
"فيروس كورونا"
عزيزي الباحث والقارئ، تضمن هذا العدد من مجلة جامعة الملكة أروى ثمانية أبحاث علمية رصينة كما هي العادة، فيما تقدمه المجلة من أعمال من هذه الأعمال، هناك مجموعتين حيويتين من الأبحاث الثمانية، ليس في ذاتها، ولكن لقربها الإسمي مما يعتمل في المنطقة العربية وفي اليمن على وجه الخصوص. المجموعة الأولى، وتضم ثلاثة أبحاث في الشؤون السياسية
والمجموعة الثانية، تضم أيضاً ثلاثة أبحاث في الشوؤن القانونية. فقه الواقع فيروس كورونا، الذي اكتسح جزءاً من الصين، جذب انتباه واهتمام العالم، ورصدت لمكافحته مليارات الدولارات، هذا جانب. الجانب الأهم والأبرز، هو أن فيروس كورونا هذا جذب انتباه واهتمام العلماء والأطباء، من كل بقاع الدنيا، ليس لأن هؤلاء العلماء والأطباء، يفتقرون للأعمال، أو أنه ليس هناك ما يشغلهم، ولكن لأن الواقع وفقهه، حتم عليهم تأجيل ما هم عاكفون عليه، والتفرغ لهذا الأمر الجلل. هذا هو فقه الواقع، وهذه هي متطلباته لمن يعي.
فما لفقه الواقع هذا متجاهل أو مغيب عند باحثينا. تتعرض بلدنا لعدوان كوني شرس تجمعت وتعاونت فيه وحدشت وجندت له وسلحته ومولته وجهزته كل دول العالم النفازشية (النازية الفاشية)، ونفذته بأيد ومال سعودي إماراتي مدنس. هذا الواقع ذو الأبعاد السياسية والقانونية، والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، والأخلاقية والطبية، وشكل واقعاً كارثياً، زهقت فيه الأنفس، وأنها فيه الاقتصاد، ودمرت فيه الحياة بكل مظاهرها وأصبح المواطن فيه لا
ينتظر يوم غده.
كل هذا الواقع لم يفرز لباحثينا وعلمائنا فقها، يوجه دراساتهم وأبحاثهم. فلم نجد من يسلط الضوء على حقيقة العدوان، ولا على أبعاده السياسية والاقتصادية، ولا على حيثياته وتداعياته القانونية، ولا على الاقتصاد المناسب للدول المعتدى عليها ... إلخ. وما ينتجه علماؤنا وباحثونا ، في أعمالهم، ليس أكثر من استعراض أدبيات قد عفا عليها الدهر. نعم إنها قيمة ومفيدة ولكن في زمن غير مأزوم، مع علمهم أن الإبداع والاختراع والابتكار، كثيراً ما تكون حاضنته الأزمات. فهل سيتنبه علماؤنا لفقه ،واقعنا، ويستجيبون لمتطلباته وضروراته، كما استجاب العلماء لفيروس كورونا ؟
آمل ذلك....