التعليم بعد الثانوي الحكومي والأهلي في البلدان العربية

رؤية ناقدة للقضايا الأساسية وإطار تخطيطي مقترح

الملخص

يزامن دخول العالم في الألفية الثالثة مع ظهور مفهوم العولمة Globalization، والذي ساعد على ظهوره وترسيخه انهيار الاتحاد السوفيتي وصعود الولايات المتحدة الأمريكية كقوة أحادية الهيمنة على المستوى السياسي والعسكري والاقتصادي.

يتجلى تأثير العولمة على الصعيد الاقتصادي بظهور التكتلات الاقتصادية والشركات متعددة الجنسيات، وعلى الصعيد الثقافي بانتشار النمط الحياتي والحضاري الغربي، وخاصة الأمريكي، بشكل واسع على حساب الهويات الثقافية للشعوب.

أمام هذه التحديات التي تفرضها العولمة، لا ينبغي على الدول التهرب منها أو الانعزال عنها، بل عليها استيعابها واستثمار إيجابياتها وتجنب سلبياتها. وتشكل المؤسسات التربوية، وعلى رأسها مؤسسات التعليم العالي، الخطوط الدفاعية الأساسية لحماية الهوية الحضارية للشعوب.

لتحقيق ذلك، يجب على مؤسسات التعليم العالي تبني مفهوم "التربية للمواطنة" المحلية والعالمية Education for Local and Global Citizenship، بهدف إعداد المواطن المنتج القادر على المشاركة في بناء وطنه والتفاعل مع الحضارات الأخرى. وهذا يتطلب إعادة النظر في واقع مؤسسات التعليم العالي لتطويرها وتحسينها بما يؤهلها للاستجابة لتحديات العولمة.