التعليم الأهلي وآفاقه المستقبلية

الملخص

شهد العقد الأخير من القرن الماضي ومطلع الألفية الثالثة تحولات عميقة وجذرية، تتسم بالطابع غير الخطي والديناميكي المتسارع. فبعضها تحقق على شكل قفزات متلاحقة وغير متوقعة، تتطلب استجابة منسجمة أو على الأقل متابعة سيرها بفارق زمني معقول. وهذا ما يحدث في البلدان المتقدمة، بينما استجابة البلدان النامية والعربية غير واضحة، مما يؤدي إلى التأرجح والاضطراب وعدم وضوح المسار المستقبلي لهذه المجتمعات، بسبب تخلف بنيتها الحضارية.

ولمواجهة هذا التخلف، لا بد من تعزيز آليات البناء الحضاري المنسجمة مع التدفق المعرفي والتطور التكنولوجي والمعلوماتي. وتعد المنظومة التعليمية، وخاصة مؤسسات التعليم العالي، من أهم وسائل هذا البناء. لذا تحتاج هذه المؤسسات إلى إعادة النظر في مكوناتها وأدوارها وأساليب عملها.

يهدف البحث إلى رصد المشكلات الحقيقية التي تعيق تطور العملية التعليمية، ومناقشة المتطلبات الوطنية لمواجهة التحديات العالمية، وتشكيل قاعدة معرفية تسهم في نهوض المنظومة التعليمية من خلال دور التعليم العالي، وبخاصة التعليم العالي الخاص.