مجلد 4 عدد 4 (2009): المجلة العلمية المحكمة العدد: 4
إنه لمن دواعي سرورنا أن نلتقي بالقارئ العزيز في العدد الرابع من مجلة جامعة الملكة أروى، المجلة التي تسعى منذ صدور عددها الأول، إلى أن تكون نافذة لكل العلماء والباحثين من كل جامعات الوطن العربي والإسلامي، يصلون من خلالها ، بنتاجهم العلمي إلى كل الباحثين والمهتمين في مختلف ميادين العلم في الجمهورية اليمنية.
إننا كثيراً ما نتحدث عن ضرورة الأخذ بالعلم وتشجيعه، باعتباره المقدمة الأساسية لنهضة الأمم، وننسى، في خضم خطابنا للأخذ بأسباب النهضة، أن البحث العلمي لا يتأتى بالدعوات والخطابات والحماس الشديد له، بل هو نتيجة ثقافة عامة متجذرة في المجتمع. وواقع المجتمعات العربية، دون استثناء، يفتقر لمثل هذه الثقافة، ويمتلك في ذات الوقت ثقافة الحلم بدعم العلم وتشجيعه وتنشيطه. ولو تتبعنا الأنشطة الخطابية والعملية للمؤسسات العلمية ( الجامعات والوزارات الحكومية ذات العلاقة بما يمكن أن يطلق عليه "العلم" ، لوجدنا الكثير والكثير من الفعاليات والأنشطة الدالة على دعم وتشجيع العلم ولكنها في حقيقة الأمر لا تبتعد كثيراً عن دائرة التوق الشديد والرغبة العارمة في أن يكون هناك علم.
وعلى الرغم من أهمية الدراسات والأبحاث التي تقوم المجلات والدوريات العلمية العربية بنشرها، وهي قليلة، إلا أنها ليست علماً بالمعنى الدقيق للكلمة، ولكنها مقدمة أساسية للعلم فهي تقود في نهاية المطاف إلى ظهور العلوم ( التنظير) في مختلف المجالات. وحتى تفرز تلك العلوم ، لابد من توفر البيئة العلمية، التي تمكن العلماء من نشر نتاجهم العلمي والمعرفي.
والمشتغلون في ميدان العلم والإنتاج المعرفي كثيراً ما يعانون من عدم القدرة على نشر ما يقومون بإنتاجه، لتعارض أولويات حياتهم اليومية مع نشر نتاجهم العلمي وأستغل هذه المناسبة، كي أشير إلى أمر في غاية الأهمية، يصب في الأساس، بجانب البيئة العلمية، وهو أن معظم المجلات والدوريات العربية، واليمنية على وجه الخصوص، تفتقر للدعم المالي
وعليه فهي لا تقبل الدراسات والأبحاث للنشر فيها، نتيجة لأهميتها العلمية، بل تقبلها بمقابل مالي (رسوم التحكيم)، حتى تتمكن من الاستمرار بالظهور. الأمر الآخر، أن معظم ما ينشر في هذه الدوريات هو أبحاث قام بها أصحابها بغرض الترقية الأكاديمية لا غير. وهذا النوع من الدراسات يهتم بالشكل العلمي أكثر من اهتمامه بالعلم نفسه، والسبب في ذلك يعود ، وفي غاية البساطة، إلى أن العمل العلمي يحتاج إلى الكثير من الإنفاق المالي، وهذا ما لا يتوفر لدى باحثينا العرب، واليمنيين على وجه التحديد.
وإننا ، ومن خلال هذه الكلمات القليلة في افتتاحية هذا العدد، ندعو كل القائمين على الأمر، وأعني هنا ، قيادات المؤسسات العلمية (الجامعات) والبحثية (مراكز الدراسات والبحوث)، إلى العمل على إنشاء البنية التحتية للعلوم، كل في مؤسسته، ولا حجة لهم في تجاهل الأمر ، فهم وحدهم المعنيون بهذا الأمر، والمجتمع لم يقصر يوماً في تخصيص مليارات الريالات على هذه المؤسسات التي يقومون بإدارتها.
أخيراً، "الشكر" مفتاح المزيد". استناداً إلى هذه المقولة العظيمة، نتوجه بالشكر الجزيل إلى كل الأخوة الباحثين، الذين كان لإنتاجهم العلمي الدور البارز في إخراج هذه المجلة، كما أتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى كل من يدعم العلم والمعرفة وإحياء الثقافة في مجتمعنا اليمني، وأخص بالذكر، في هذا المقام، مؤسسة العفيف الثقافية ومؤسسة السعيد للعلوم
والثقافة.
رئاسة التحرير
يناير ٢٠٠٩م