مجلد 25 عدد 25 (2020): المجلة العلمية المحكمة العدد: 25

مجلة جامعة الملكة أروى العدد 25

الله - والحاكم العربي

الافتتاحية:

مضى على أمتنا العربية والإسلامية أكثر من أربعة عشر قرناً، لم ترفيها شمس الإنسانية، التي صادرها حكامها، والله وحده يعلم كم بقي من الزمن لشروق هذه الشمس. ومن حسن الطالع أن أبحاث هذا العدد متنوعة ومختلفة المجالات والمواضيع وهذا ما دفعني للكتابة في هذا الموضوع.
يقول الله سبحانه وتعالى عن أفعاله، ونتائج أفعاله بأنه فوق المساءلة. أما ما دونه من الخلق فهم مساؤلون: لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23)
 فهذا القول هو حق الربوبية، وأن من ينازع الله فيما اختص به نفسه، فقد ارتقى بمكانته إلى مكانة الخالق.

وحكامنا العربي منذ ما بعد الخلافة وحتى يومنا هذا يعملون بدأب غير منقطع على أن يكونوا آلهة، كما عمل فرعون من قبلهم، ولو جال المرء ببصيرته في شؤون ما حوله من الشعوب، لوجد أن حكامنا مسؤولون عما يفعلون، وأن شعوبهم تخضعهم للمساءلة وأبسط وأقرب مثل على ذلك ما يعانيه نتنياهو من الملاحقة القضائية، والأمثلة على ذلك كثير. أما حكامنا، فأول ما يقومون به عند اعتلائهم السلطة، هو تسخير كل مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية لضمان بقائهم في السلطة، ويصبح المواطن مذنباً حتى تثبت براءته. أما الحاكم وعائلته ومن هو قريب منه فإنهم فوق المساءلة وبهذا فإنهم قد ارتقوا بمكانتهم إلى مكانة التقديس فهل هم الهة جديدة؟ فإذا كان الأمر كذلك، فاليعلنوا هذا حتى يحظوا بالتقديس المطلوب.

ونسأل الله العلي القدير أن يمن علينا بشروق الشمس...

منشور: 31-12-2020

الرسائل العلمية